إنتاج أوبك يرتفع في سبتمبر وفق مسح

Rate this post

كشف مسح أُجري لصالح رويترز أن إنتاج منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) ارتفع خلال شهر سبتمبر 2025، مدفوعًا بزيادات بارزة في إنتاج كل من السعودية والإمارات.

وحسب نتائج المسح، بلغ الإنتاج نحو 28.40 مليون برميل يوميًا، بارتفاع يبلغ حوالي 330 ألف برميل يوميًا مقارنة بشهر أغسطس.

هذا الارتفاع يأتي في سياق تنفيذ اتفاقات أوبك+ لزيادة حصص الإنتاج تدريجيًا، وبدء مرحلة رفع قيود الإنتاج التي كانت مفروضة لتدعيم الأسعار.

من يقود الزيادة؟

أبرز الدول التي ساهمت في الزيادة هي السعودية والإمارات، اللتان سجلتا زيادات كبيرة في الإنتاج.

ضمن الدول المنتجة التي شهدت تغييرًا أيضاً: الجزائر، العراق، والكويت، والتي جرى منحها تفويضاً لرفع الإنتاج، مع آليات تعويض في بعض الحالات لتدارك تجاوز الحصص في الأشهر السابقة.

على سبيل المثال، جرى تصنيف أن الدول الخمسة ــ السعودية، الإمارات، الجزائر، العراق، الكويت ــ وافقت على رفع الإنتاج بمقدار إجمالي يصل إلى حوالي 415 ألف برميل يوميًا، لكن بعض الدول اضطرت إلى خفض الإنتاج التعويضي (تعويضات على تجاوز الحصص) بمقدار حوالي 170 ألف برميل يوميًا، ما أدى إلى صافي زيادة يبلغ حوالي 347 ألف برميل يوميًا من هذه الدول مجتمعة.

السياق الأوسع وتأثيره على السوق

القرار برفع الإنتاج يأتي في سياق رغبة أوبك+ في استعادة جزء من حصتها السوقية بعد أن ضُغِطت من دول خارج الكتلة مثل الولايات المتحدة والبرازيل، التي ضاعفت إنتاجها في السنوات الأخيرة.

كما أن بعض الدول ترى أن سياسة الكبح لم تعد مستدامة إذا طال الانخفاض في الطلب العالمي.

ومع ذلك، هناك اختلاف في التقديرات بين المصادر. فبينما يظهر مسح رويترز وبيانات أوبك أن الإنتاج قريب من الحصص المُعلنة، تشير تقديرات أخرى مثل وكالة الطاقة الدولية إلى أن بعض الدول تتجاوز تلك الحصص، مما يضع ضغوطاً على التوازن بين العرض والطلب.

كما أن توقعات العرض المُرتفع تثير مخاوف من تشكّل فائض عرض في الأسواق النفطية، خصوصًا إذا لم يتسع الطلب العالمي بنفس السرعة.

التوقعات تشير إلى أن الأسواق قد تتعرض لضغوط هبوطية إذا استمرت الزيادات الإنتاجية بينما تشهد الاقتصادات الكبرى تباطؤاً في النمو.

من جهة أخرى، بعض المصادر تشير إلى أن أوبك+ تفكّر في تسريع وتيرة الزيادات لإنتاج النفط في المستقبل القريب، وقد ترفع الإنتاج أكثر من 500 ألف برميل يوميًا في الأشهر المقبلة حسب بعض السيناريوهات المطروحة.

ردود الفعل في الأسواق النفطية

ردّ فعل الأسواق لم يكن مفاجئًا، إذ انعكست الأخبار في تراجع أسعار النفط أمس، حيث اتجه المستثمرون إلى تقييم احتمال وجود فائض عرض مُتزايد.

في الوقت نفسه، مخاوف النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع المخزونات في بعض الدول أدّت إلى زيادة الحذر لدى المتداولين.

وبالرغم من ذلك، لا تزال هناك عوامل قد تدعم الأسعار، مثل التوترات الجيوسياسية أو أي تعطّل في الإمداد، والتي قد ترفع المخاطر في السوق.

ما يُنتظر في القادم

المراقبون يتطلعون إلى اجتماع أوبك+ القادم لتحديد استراتيجية الإنتاج لشهور نوفمبر وما بعدها، وهناك توقعات بأن الزيادات قد تُسرَّع إذا رأت الدول أن السوق قادر على استيعاب ذلك.

كما أن التصريحات القادمة من السعودية والإمارات سيكون لها وزن كبير، خاصة فيما يتعلق بكيفية موازنة بين رفع الإيرادات والحفاظ على استقرار الأسعار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top