في خطوة جديدة تعكس الجهود المستمرة لإعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية في سوريا، أعلنت وزارة النقل السورية اليوم، السبت 27 سبتمبر 2025، عن استئناف رحلات مطار حلب الدولي بعد انتهاء أعمال الصيانة والتجهيزات الفنية التي استمرت لعدة أشهر.
وقد شهد المطار صباح اليوم انطلاق أول رحلة داخلية متجهة من حلب إلى دمشق، ما يمثل بداية مرحلة جديدة لعودة النشاط الجوي المنتظم من وإلى المدينة.
أهمية استئناف العمل في مطار حلب الدولي
يُعد مطار حلب الدولي واحداً من أهم المرافئ الجوية في سوريا، حيث يخدم محافظة حلب والمناطق الشمالية بشكل رئيسي، ويُعتبر حلقة وصل حيوية بين الشمال السوري وبقية المحافظات، إضافة إلى ارتباطه بالوجهات الخارجية عبر مطار دمشق الدولي.
عودة الرحلات إلى المطار تمثل بارقة أمل لأهالي المنطقة، خاصة بعد التوقف الطويل الذي عانت منه حركة الطيران نتيجة الظروف الأمنية والفنية في السنوات الماضية.
استئناف النشاط في المطار سيؤدي أيضاً إلى تسهيل حركة المسافرين بين حلب والعاصمة دمشق، وهو ما يقلل من أعباء السفر البري الطويل الذي اعتاد عليه الأهالي خلال فترة توقف الرحلات.
كما أنه سيساهم في تسريع نقل البضائع والمنتجات التجارية بين المحافظات، مما يدعم النشاط الاقتصادي.
وأكدت وزارة النقل أن أعمال الصيانة شملت تجهيز المدارج وإعادة تأهيل صالات الاستقبال والمغادرة، إضافة إلى تحديث أنظمة الاتصالات والمراقبة الجوية.
وقد جرت عمليات التأهيل بالتعاون بين كوادر الوزارة وفنيين مختصين في مجالات الطيران المدني.
كما أوضح أن المرحلة الأولى من التشغيل ستقتصر على الرحلات الداخلية، وخاصة خط حلب – دمشق – حلب، على أن يتم التوسع لاحقاً لتشمل الرحلات الخارجية بمجرد استكمال الاتفاقات مع شركات الطيران العربية والأجنبية.
انعكاسات اقتصادية واجتماعية
لا يقتصر أثر عودة المطار على الناحية الخدمية فقط، بل يمتد ليشمل جوانب اقتصادية واجتماعية عديدة. فمن المتوقع أن يسهم تشغيل المطار في تحريك عجلة السياحة الداخلية، لا سيما أن مدينة حلب تُعتبر واحدة من أغنى المدن السورية بالمواقع التاريخية والأثرية.
كما أن النشاط التجاري سيشهد دفعة جديدة، حيث ستصبح عمليات نقل المنتجات الصناعية والزراعية من حلب إلى باقي المحافظات أكثر سهولة.
إضافة إلى ذلك، فإن تشغيل المطار سيؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة سواء بشكل مباشر داخل المطار أو بشكل غير مباشر في القطاعات المرتبطة به مثل السياحة، النقل البري، والخدمات اللوجستية.
كما اعتبر آخرون أن هذه الخطوة تبعث برسالة أمل باستعادة المدينة لعافيتها الاقتصادية والاجتماعية، خاصة وأن المطار كان يشكل رمزاً لارتباط حلب بالعالم الخارجي.
أكدت وزارة النقل أن خططها لا تقتصر على تشغيل الرحلات الداخلية فقط، بل إنها تدرس حالياً جدول رحلات خارجية عبر مطار حلب الدولي بالتنسيق مع مطارات عربية وأجنبية.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان قريباً عن فتح خطوط جوية إلى وجهات في المنطقة، مثل بيروت والقاهرة، في إطار تعزيز التواصل الخارجي لسوريا.
نحو إعادة ربط سوريا بمحيطها
يأتي استئناف العمل في مطار حلب الدولي كجزء من جهود أوسع تبذلها الحكومة لإعادة تأهيل البنى التحتية في البلاد بعد سنوات من التحديات.
ومع عودة المطار إلى الخدمة، يخطو قطاع النقل الجوي خطوة جديدة نحو إعادة ربط سوريا بمحيطها الداخلي والخارجي، مما يشكل دعماً لجهود إعادة الإعمار وتنشيط الاقتصاد الوطني.