في زيارة وُصفت بأنها تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية وإنسانية، وصل وفد روسي رفيع المستوى إلى سوريا اليوم الثلاثاء، برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الذي يعد أحد أبرز المسؤولين في قطاع الطاقة. وتأتي الزيارة في سياق التحولات الكبيرة التي شهدتها الساحة السورية بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد أواخر العام الماضي، حيث تسعى موسكو لإعادة صياغة دورها في الملف السوري عبر تعزيز الحضور الاقتصادي وربط ذلك بالجهود الإنسانية.

وأكد نوفاك في تصريحات صحفية أن روسيا تجري محادثات مع دولة قطر حول إمكانية تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لسوريا، إلى جانب المساهمة في إعادة تأهيل قطاع الطاقة الذي تضرر بشدة خلال سنوات الصراع. ورغم أنه لم يحدد طبيعة المساعدات المنتظرة، إلا أن مراقبين اعتبروا الخطوة إشارة إلى رغبة روسية في إعادة بناء البنية التحتية السورية بالتعاون مع شركاء إقليميين، ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستثمارات في مجالات الكهرباء والنفط والغاز.

ويُتوقع أن تشكل هذه الزيارة اختباراً حقيقياً لقدرة موسكو على التحرك في الملف السوري بغياب النظام السابق، خاصة في ظل التنافس الدولي والإقليمي على النفوذ داخل البلاد. كما يرى محللون أن الحديث عن تعاون روسي–قطري في هذا التوقيت يعكس تقاطعاً للمصالح بين الطرفين، قد يساهم في تسريع جهود إعادة الإعمار وإيجاد حلول للأزمة الإنسانية المتفاقمة.