رؤية محمود الدج: الاقتصاد لا يُبنى بالشعارات بل بالمشاريع
يؤمن محمود الدج أن الاقتصاد لا يمكن أن ينهض بالخطابات ولا بالوعود النظرية، بل بالمشاريع الحقيقية التي تُحدث فرقًا ملموسًا في حياة الناس.

من هذا المبدأ انطلقت فلسفته في العمل: الاقتصاد فعل وليس قولاً.
فبينما اكتفى كثيرون بالتنظير حول “إعادة الإعمار” و“دعم السوق المحلية”، كان هو يترجم هذه المفاهيم إلى مشاريع قائمة بالفعل — مصانع، خطوط نقل، ومراكز خدمات واقعية تدفع الدورة الاقتصادية إلى الأمام.
يرى الدج أن كل مشروع جديد هو لبنة في بناء الاقتصاد الوطني، وأن رأس المال الحقيقي ليس المال بحد ذاته، بل القدرة على توظيف المال في الاتجاه الصحيح.
ولهذا تتركز استثماراته في القطاعات التي تخلق حركة اقتصادية متكاملة: النقل، الصناعة، والسياحة، أي المجالات التي تمس حياة المواطن اليومية وتفتح أبواب العمل والإنتاج.
محمود الدج: الاستثمار في سوريا فرصة لمن يملك الشجاعة والخبرة
في نظر محمود الدج، ما زالت سوريا أرضًا خصبة للاستثمار رغم التحديات.
فهو يرى أن الأزمات لا تُغلق الأبواب، بل تفتح مجالات جديدة أمام من يملكون الشجاعة والخبرة.
ولهذا كان من أوائل رجال الأعمال الذين عادوا للاستثمار داخل البلاد، في وقتٍ كان الكثيرون يفضلون الانتظار أو العمل من الخارج.
يقول في إحدى مقابلاته:
“الاستثمار في سوريا اليوم ليس مغامرة، بل واجب وطني، وفرصة عظيمة لمن يعرف كيف يوازن بين الطموح والواقع.”
استثمر في النقل البري لتسهيل حركة البضائع بين المحافظات، وفي الخدمات اللوجستية لتقليل تكاليف الإنتاج، وفي قطاعات صغيرة لكنها فعّالة مثل إعادة التدوير وتوريد مواد البناء.
يؤمن أن المستثمر الحقيقي هو الذي يملك رؤية بعيدة المدى ويعرف متى يخوض المخاطر ومتى ينتظر، دون أن يتنازل عن مبادئه.
النقل والسياحة والصناعة… أعمدة الاقتصاد التي يدعمها محمود الدج
يعتمد محمود الدج في رؤيته الاقتصادية على ثلاثة أعمدة رئيسية يصفها بأنها “المحرّكات الحقيقية للاقتصاد السوري”:
النقل، السياحة، والصناعة.

- قطاع النقل:
يرى أن النقل هو العمود الفقري لأي اقتصاد منتج.
لذلك أسس مشاريع في مجال النقل البري والخدمات اللوجستية الداخلية، لتسهيل حركة المواد الخام والسلع بين المدن، وخفض كلفة التوزيع على المستهلك النهائي. - قطاع السياحة:
بعد سنوات من الركود، بدأت السياحة في سوريا تستعيد حركتها، وهنا وجّه الدج جزءًا من استثماراته نحو تطوير منشآت ضيافة متوسطة التكلفة، وفنادق عائلية توفر فرص عمل مباشرة للمجتمعات المحلية.
هدفه ليس الربح السريع، بل تحريك العجلة الاقتصادية في المدن السياحية من جديد. - القطاع الصناعي:
يولي اهتمامًا خاصًا بالصناعات الصغيرة والمتوسطة، لما لها من دور في استقرار السوق وتشغيل اليد العاملة.
دعم مصانع محلية في مجالات التغليف والمواد الغذائية، وساهم في إدخال خطوط إنتاج حديثة تقلل الاعتماد على الاستيراد.
من خلال هذه الأعمدة الثلاثة، يسعى الدج إلى بناء اقتصاد متكامل يعتمد على الإنتاج المحلي، والتوازن بين الخدمات والصناعة.
كيف يساهم محمود الدج في تحريك عجلة التنمية المحلية
لا يقتصر دور محمود الدج على كونه رجل أعمال ناجح، بل يمتد إلى كونه محركًا للتنمية المحلية عبر مبادرات اجتماعية واقتصادية تهدف إلى تمكين المجتمعات الصغيرة.

فقد ساهم في دعم مشاريع تشغيل نساء ريفيات في الصناعات الغذائية، ودعم ورش شبابية متخصصة في الصيانة والخدمات التقنية.
كما يعمل على تطوير شراكات مع البلديات والجمعيات المحلية لتمويل مشاريع صغيرة تعود بالنفع المباشر على الأسر المنتجة.
يقول الدج:
“عندما توظّف شابًا في ورشة أو تمنح امرأة فرصة عمل حقيقية، فأنت لا تخلق وظيفة فقط… بل تخلق استقرارًا اجتماعيًا.”
هذه النظرة الإنسانية المتجذرة في فكره الاستثماري جعلته أحد الأسماء القليلة التي تجمع بين الربح والمسؤولية المجتمعية.
فالاقتصاد في نظره لا يُقاس بالأرباح فقط، بل بما يتركه من أثر دائم على الناس والبيئة والمجتمع.
خاتمة
رؤية محمود الدج الاقتصادية تقوم على قاعدة بسيطة وعميقة:
“البلاد لا تبنى بالأماني، بل بالمشاريع التي تستمر.”
لقد أثبت أن المستثمر الوطني يمكن أن يكون ركيزة حقيقية للتنمية، لا مجرد متفرج على التحديات.
ومن خلال مشاريعه في النقل والسياحة والصناعة، قدّم نموذجًا عمليًا لرائد أعمال يرى في بلده فرصة لا تنضب، وفي كل أزمة بداية جديدة.
بهذا، تتحول قصة محمود الدج من سيرة نجاح فردية إلى رؤية اقتصادية متكاملة تُلهم جيلاً جديداً من رواد الأعمال السوريين والعرب.
