في خطوة جديدة لتعزيز قطاع السياحة ودعم الاقتصاد السوري المتضرر من سنوات الحرب، أعلنت سوريا اليوم عن توقيع عقود استثمارية بقيمة 1.5 مليار دولار، وفق ما نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا). وأكد وزير السياحة السوري مازن الصالحاني أن هذه العقود تهدف إلى تطوير المنشآت السياحية القائمة وإنشاء فنادق ومنتجعات ومدن ترفيهية، بالإضافة إلى مشروعات لتأهيل المناطق التاريخية.
وأوضح الصالحاني أن العقود تتضمن أيضاً مذكرات تفاهم واستثمارات مباشرة تصل جميعها إلى القيمة الإجمالية المذكورة، والتي تُعد خطوة هامة نحو إعادة تنشيط السياحة الوافدة إلى البلاد.
ومن بين المشاريع البارزة، استثمار فندق “البوابات السبع” المعروف سابقاً بفندق الشيراتون، حيث ستتولى شركة “لوبارك كونكورد” تنفيذ المشروع، مع الكشف عن التصاميم الداخلية والخارجية خلال احتفالية رسمية تُقام مساء اليوم.
وتعد هذه العقود جزءاً من سلسلة من الإجراءات الاستثمارية التي تسعى الحكومة السورية من خلالها إلى تنشيط الاقتصاد الوطني بعد تضرره من الحرب الطويلة.
ففي أغسطس الماضي، وقعت سوريا 12 اتفاقية استثمارية بقيمة 14 مليار دولار، شملت مشاريع في البنية التحتية والنقل والعقارات، مع التركيز على جذب الاستثمارات الأجنبية وتحفيز النمو المحلي.
ويأمل المسؤولون السوريون أن تسهم هذه الخطوة في خلق فرص عمل جديدة للشباب، وتحفيز النشاط الاقتصادي في المدن السياحية، بما يعزز من الإيرادات العامة للبلاد.
كما من المتوقع أن تلعب المشاريع الجديدة دوراً في تطوير البنى التحتية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للسياح، إضافة إلى الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي الغني في سوريا، مثل قلعة حلب والمواقع الأثرية الأخرى.
ويأتي توقيع العقود في وقت يسعى فيه القطاع السياحي العالمي إلى التعافي بعد جائحة كورونا، ما يوفر فرصة لسوريا لاستعادة مكانتها السياحية في المنطقة.
ويؤكد الخبراء أن المشاريع السياحية الكبيرة قادرة على جذب استثمارات إضافية، وتشجيع شركات دولية على العمل ضمن الأسواق السورية.
بهذه الخطوة، تظهر الحكومة السورية التزامها بتعزيز الاستثمار السياحي ودعم الاقتصاد الوطني، بينما تعكس أهمية القطاع السياحي كرافد اقتصادي حيوي قادر على إعادة الحيوية للمدن والمناطق التي تأثرت بالصراعات.
ومن المتوقع أن تستمر الحكومة في توقيع مزيد من العقود الاستثمارية في المستقبل القريب لتعزيز هذا القطاع الحيوي.