يشير باحثون في علم النفس والاجتماع إلى أن ميل الإنسان لمراقبة الآخرين ومعرفة تفاصيل حياتهم اليومية قد لا يكون مجرد سلوك تطفلي، بل يرتبط بجذور عميقة في تاريخ التطور البشري. فوفقاً لدراسة حديثة أُجريت في الولايات المتحدة، فإن هذا الفضول الاجتماعي لعب دوراً محورياً في تعزيز قدرة الأفراد على التكيف والبقاء ضمن الجماعات الأولى. إذ ساعد تتبع تصرفات الآخرين على فهم القواعد الاجتماعية غير المكتوبة، وتحديد من يمكن الوثوق به، ومن قد يشكل تهديداً محتملاً.

ويذهب الباحثون إلى أن هذا السلوك لا يزال مستمراً حتى اليوم، وإن تغيرت وسائله وأشكاله. ففي الماضي كان يتمثل في مراقبة الحياة اليومية داخل القبيلة، أما الآن فقد أصبح أكثر وضوحاً من خلال متابعة برامج تلفزيون الواقع أو التفاعل مع منشورات وسائل التواصل الاجتماعي. ويرى الخبراء أن هذه الممارسات توفر للإنسان وسيلة لفهم السلوكيات الاجتماعية السائدة والتعلم من تجارب الآخرين دون التعرض المباشر للمخاطر.

كما توضح الدراسة أن الفضول بشأن حياة الغير قد يكون له فوائد على مستوى العلاقات الشخصية، إذ يمكن أن يعزز التعاطف ويزيد من قدرة الفرد على التفاعل مع محيطه. وبذلك يتحول ما قد يُنظر إليه كتطفل إلى آلية فطرية لبناء الروابط الاجتماعية والحفاظ على التماسك داخل المجتمعات.